الاثنين، 25 أغسطس 2014

داعش يستعين بمفسر أحلام... لتجنيد المقاتلين وحشد الأنصار

--------------


















يعد تفسير «المنامات» و»الأحلام» واحداً من أبرز أسلحة التنظيمات ذات الطابع «الجهادي»، تماماً مثل «الكلاشنكوف» و»الآربي جي»، وحتى قاذف الصواريخ المحمول كتفاً، وصولاً إلى الأحزمة الناسفة. وإن كان سلاح «المنامات» أقدم من كل الأسلحة الأخرى، وله سوح استخدام أخرى، هي الميدان التعبوي.

ولم يكن استخدام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) لسلاح تفسير المنامات غريباً، إذ كان حاضراً في أدبيات التنظيم الأم «القاعدة». فيما برز خلال الأيام الماضية حساب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، متخصص في «تعبير الرؤى» ﻷنصار التنظيم ومناصرته حول العالم، يحمل اسم «دار الأرقم». استقطب حتى وقت كتابة هذه المادة ستة آلاف متابع.

مُعَرف قد يُظن للوهلة الأولى أنه «ساخر» عند قراءة تغريداته، أو أن كلماته «سيناريو لمشهد مسرحي كوميدي»، معظم أبطاله من النساء والمعبر هو البطل الأول، إلا أنه يغرد بـ «ثقة وجدية تامة»، ظناً منه أنه يجيد تعبير الرؤى، رابطاً بين كل ما يُرى في منامات السائلين، بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بشكل «ساذج».

المُعبر دار الأرقم، الذي امتهن «التبشير والنذير للأمة» بحسب قوله، كتب أكثر من ثلاثة آلاف تغريدة خلال بضعة أشهر، تنوعت بين تعبير رؤى بناء على أسئلة شخصية. وبين طلب للمعبَر لهم أن يكتبوا له إذا تحقق تعبيرهم، عبر لفتاة (20 عاماً) رؤياها ساخراً، بأنها «لن تتزوج حتى تدخل الدولة الإسلامية لمدينة الرياض السعودية»، طالباً من متابعيه أن «يدعوا الله بتعجيل زواجها».

فيما ادعى عدد من المغردين المحسوبين على تنظيم «داعش» رؤياهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يشدد على ما يقومون به من أعمال قتالية، ويبشرهم بـ «النصر وفتوحات تشمل دول العالم» بحسب زعمه. ووصف «دار الأرقم» هذه المنامات بـ «الرؤى العظيمة».

ولم يجد المعبر «الداعشي» صعوبة في التحول إلى «خبير فلكي» بزعمه «نزول مطر صيفي على العاصمة السعودية الرياض». وعبر رؤيا إحدى الرائيات «القمر»، بـ «خلافة البغدادي لسبعة أعوام». كما امتهن الشيخ المعبر الطب بزعمه مرض إحدى الرائيات وشفاءها قريباً، واصفاً لها مسببات الشفاء.

وأعطى المعبر تصريحاً بدخول الجنة لأحد الرائين، على رغم «تقصيره في الطاعة» بحسب وصفه. فيما فسر حلم أحدهم بأنه «سينضم للدولة مع أخته وزوجها». إلا أنه حذر من «خروج عشائر جديدة تعادي تنظيم الدولة». وفي المقابل، «بشر التنظيم باقتحام ثلاث دول عربية».

بدوره، قال المتخصص في شؤون الإرهاب حمود العتيبي: «إن التنظيمات الإرهابية تحاول دائماً أن تتعاطى مع الجانب العاطفي والنفسي لأتباعها، مستغلة بذلك الدين لتحقيق مصالحها». وأضاف في تصريح إلى «الحياة»: «إن هذه التنظيمات، وبخاصة «الدولة الإسلامية» (داعش) تؤثر على الشبان والفتيات، من خلال العبث في البعد العاطفي، واستغلال نقاط الضعف والانكسار للفرد».

وأكد العتيبي أن قادة هذا التنظيم «يعرفون تماماً أين تكمن حالات الانكسار عند الشباب، لذلك يعملون على هذا البعد، لاجتذابهم ومحاولة شل تفكيرهم وإبعادهم عن التفكير العقلاني، حتى يلتحقوا في التنظيم ويقوموا بالأعمال من دون مناقشة أو سؤال». وأردف: «المنامات والرؤى والأحلام تلجأ إليها التنظيمات المتطرفة من باب إغلاق الدائرة على الشباب، وتوجيههم كما يريدون، ولأهدافهم الخاصة».

ولفت المتخصص في شؤون الإرهاب، إلى أن هذا يعبر عن مشكلة أخرى، وهي «غياب البعد التربوي العقلاني في مجتمعاتنا، وبالتالي بدأت تظهر هذه الخرافات، وبدأ بعض الدعاة العمل بها، حتى إن بعضهم زعم أن الملائكة تقاتل مع المقاتلين في سورية والعراق، وهذا فيه تلاعب حتى في الدين، واستخدام الدين لتحقيق مصالح دنيوية»، لافتاً إلى أن إدخال الدين في هذه الصراعات السياسة «تجاوز للدين والأخلاق، لتحقيق أهداف مصلحية». وأكد أن «داعش» تعمل بوتيرة قوية، للتأثير على البعد العاطفي بالتعبيرات، وغيره».

----

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات التي تحتوي على الفاظ جارحة او اباحية او تشهير باشخاص لن يتم نشرها

 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...